Accéder au contenu principal

هل احزابنا التقدمية فعلا ديموقراطية ؟


المؤتمر الاخير للحزب الديموقراطي التقدمي لم يمر بسلام. بعد نهاية المؤتمر فما تيار كامل سمى روحو التيار الاصلاحي جبد روحو من التقدمي و جمد عضوية اعضاؤو البارزين الي هوما 9 نواب في التاسيسي من جملة ال16 نائب متاع التقدمي بما فيهم محمد الحامدي رئيس الكتلة الديموقراطية الي تضم كل نواب الاحزاب التقدمية في التاسيسي. التيار الاصلاحي يعيب  على قيادات التقدمي التاريخية - و هي بالأساس نجيب الشابي و اتباعه - تفردهم بالقرار في الحزب و انعدام الديموقراطية فيه و هاذا من أهم أسباب الهزيمة الإنتخابية متاع التقدمي (1). التيار الاصلاحي يقول زادة الي المؤتمر الاخير ما تمش في مناخ ديموقراطي و الي اعداد المؤتمر المادي و السياسي و العملية الانتخابية بما فيها الجانب التقني سيطرو عليهم القيادات و همشو الأطراف الاخرى و اتهمو بعضهم بالتآمر و الانقلاب عن الحزب. القيادات متهمة أيضا انها استعملت موارد الحزب للقيام بالحملة الانتخابية متاعها و أسقطت اسماء مرشحين عن التيار الاصلاحي من قائمة الاقتراع  (2). و النتيجة متاع هاذا لكل حسب التيار الاصلاحي هو هياكل لا تمثل الجهات في الحزب بما انه مثلا يوجد اكثر من 70 عضو في اللجنة المركزية من المقيمين في العاصمة.

بوادر الأزمة زادة تعمقت بعد ما رفضت قيادات التقدمي الاعتراف بالتيار الاصلاحي و عرضت عليه اكثر مقاعد في المكتب السياسي باش ترضيه الشي الي رفضوه ممثلي التيار الاصلاحي و قالو الي هوما ما يلوجوش على مناصب او مقاعد إضافية بل يطالبو بالديموقراطية في صلب الحزب. الشابي في تصريحاتو الاخيرة ما مدش يدو للتيار الاصلاحي و قالو بصريح العبارة: كان ما عجبكمش الحال تنجمو تمشيو على رواحكم. إجابة التيار الاصلاحي كانت سريعة و قوية و هي الاعلان على الانشقاق عن التقدمي و تكوين مبادرة مرشحة انها تولي حزب جديد خاصة انو فما أنباء عن انظمام تكتليين غاضبين و جماعة العيادي المنشقين عن المؤتمر.

تصرف قيادات التقدمي ليس حالة معزولة  في الاحزاب التي تسمى بالديموقراطية التقدمية فالانفراد بالقرار و التنصل عن المبادئ و التسلط رأيناه أيضا في التكتل خاصة بعد دخولو الحكومة و هو ما تسبب في استقالات جماعية في الحزب و نفور المئات من القواعد. و حركة التجديد و هي ثاني اهم حزب تقدمي شهدت أحداثا مماثلة للحزب الديموقراطي التقدمي و ربما اكثر خطورة في مؤتمرها الاخير اذ لم تكن هناك نية بالمرة لتنظيم انتخابات لتجديد هياكل الحزب بل بدأت القيادات منذ البداية بالتسويق لفكرة وفاق أجوف لا محتوى له كي تضمن بقائها على رأس الحركة. و بقطع النظر عن شبه الانتخابات  التي وقعت تحت ظغط الشق الاحتجاجي في المؤتمر و التي اتت في شكل إستفتاء بنعم أم لا و أدت الى مكوث القيادات تم بعد ذلك تنصيب المجلس المركزي للحزب - و هو بمثابة البرلمان - و الإبقاء على أعضاءه القدامى اعتمادا على نفس هذا التوافق المزيف و الذي اكتسى ثياب عملية ترضية لإسكات القواعد الغاضبة عن اداء القيادات هذا ما أدى إلى مكتب سياسي تسوده الولاءات العائلية والصداقات. ثم لم تكن هناك انتخابات بالمرة في المسار التوحيدي مع حزب العمال و مستقلي القطب بل وقع تنصيب كامل هياكل الحزب الجديد - المسار الديموقراطي الإجتماعي - مرة اخرى باسم التوافق.

و لنا ان نتسائل هنا كيف تدعي كل هاته الاحزاب تجسيد الديموقراطية و الدفاع عنها و الحال ان الديموقراطية في داخلها ضعيفة او منعدمة تماما. كيف نبني تونس الديموقراطية بعد ثورة أطاحت بالدكتاتور و الاحزاب التي تدعي الديموقراطية تفتقد الى ابسط قواعد الديموقراطية في صلبها و لا تقبل قياداتها الراي المخالف؟ و ماهي مشروعية و مصداقية هاته القيادات التي مكثت بعد الثورة و هي لا تنبثق من إرادة القواعد بل جائت نتيجة تسويات ضيقة هدفها البقاء الى ما لا نهاية له؟ و ما هي مصداقية العمل الحزبي اصلا و اهدافه اذا كان محتكرا من طرف نفس الوجوه التي تقرر بمفردها توجهات الاحزاب و تحالفاتها ثم تنهزم في الانتخابات و تعيد الكرة و كان شيئا لم يحدث؟

كل هاته التساؤلات تفسر الانشقاقات الحالية و الخلافات الداخلية في هاته الاحزاب التي تهدد وحدة مكونات الطيف التقدمي الضرورية احتسابا للاستحقاقات الانتخابية القادمة.

فعلى القيادات الحالية مراجعة أدائها و القبول بالاختلاف و حتى توفير المناخ الملائم لحدوثه و تطوره لانه من غير الممكن ان يعيش حزب و يتطور في ظل أحادية الراي و التفكير. علاوة على ان زمن التسلط و الدكتاتورية ولى و انتهى و من غير الممكن إطلاقا مواصلة التحكم في المنظمات السياسية و المجتمعية بنفس عقلية التجبر التي ميزت عهد الدكتاتورية. و ان بقيت الامور على هذا الحال فسيتفاقم عزوف الشباب عن العمل السياسي و تفقد الاحزاب مصداقيتها و يفشل التقدميون في تمثيل ذلك البديل الجدي الذي ينتظره ملايين التونسيين و الذين هم مستعدون للتصويت له في الانتخابات القادمة.


Commentaires

  1. une analyse behiya amma ki tkoul elli kiyedet lezem traja3 nafsaha ena je vois que kima ykoulou t7arkket hal a7zeb elli lezt monadhliha tanchak 3aliha et tkhalli el cha3b ma ya3tihech thiktou et yzid yefked thiktou akther fel a7zeb amma 3lech ma tkoulech belekch el monchakkin ynajjmou ykoumou bel taw7id fi b3adhhom ou yjewbou 3ala sou2elet el cha3b Elli t7el machakelhom 7atta en partie ou trajja3 fihom el rou7 wel thika mouch trakkez siyesetha 3ala mo7arebt ennahdha tkawwi biha ennahdha

    RépondreSupprimer

Enregistrer un commentaire

Posts les plus consultés de ce blog

الدين لله و الوطن للجميع

  كل عام بحلول شهر رمضان نفس المشاهد و الوضعيات و الإشكاليات تعاود   تطفو على السطح و تثير نقاش و جدل و اختلافات حادة في المجتمع التونسي.  الإشكالية الرئيسية هوني هي وضعية الناس الي ما تصومش في رمضان و حقهم في العيش بالطريقة الي يحبو عليها و بالتواجد في الفضاء العام. نذكرو الي الناس الي ما تصومش في رمضان موش فقط المرضى و العجز و الأطفال الصغار لكن فما عباد اخرين لسبب او لآخر ما يحبوش يصومو رمضان و نلقاو في تونس من الناس هاذي التوانسة المسيحيين و اليهود و الي ما عندهمش دين و الملحدين و الي بكل بساطة ما يحبوش يصومو في رمضان على خاطر  يحبو يحافظو على نفس نسق و جودة الحياة  متاعهم الي يعيشوها في ساير الأيام. و بصفة عامة الناس الي ما تحبش تصوم مهما كانت اسبابها ما عندهاش علاش تقول الي هي ما تحبش تصوم و ليس مطلوب منها تقديم شهادة في عدم الصيام باش يعيشو عيشتهم كيما يحبو في شهر رمضان. و الناس هاذوما الكل من الخطأ اننا او ان المجتمع و الصحافة و غيرهم يسميوهم ب"الفطارة" لان الفاطر هو الي مطلوب منو باش يصوم و ما صامش لكن الناس هاذي موش مطلوب منها باش تصوم و عدم صومهم هو شيء اختيا

Moez Souabni : "Seuls les Etats-Unis peuvent fermer l'Internet !"

C’est du moins ce qu’affirme M. Moez Souabni, l’expert du jour. Un scoop que même Wikileaks, le site des fuites d’informations classées “Secret Défense” qui fait trembler en ce moment les puissants dirigeants de la planète, n’a pas osé commettre. M. Souabni, a réservé la primeur de cette révélation à Express FM, la toute nouvelle radio privée de vulgarisation économique, lors d’un entretien où il présentait, avec le zèle et la conviction aveugles qu’on lui connaît, les efforts louables et incessants de notre gouvernement pour que la Tunisie fasse bonne figure dans la Société de l’information. Interrogé par le vaillant journaliste de la pétillante radio sur les rumeurs de censure qui frapperait l’accès à certains sites, blogs et autres services de vidéos en ligne en Tunisie, l’éminent spécialiste du monde cybernétique marque son étonnement devant ce “vrai faux problème”, arguant que les erreurs 403 et 404 qui ornent les sites inaccessibles en Tunisie “ne sont pas propres à la

10 أفكار لخضخضة اليسار

توة مديدة طحت بمقال في مجلة  Courrier international عنوانو  10 idées venues d'ailleurs pour secouer la gauche   . كيف الناس الملاح مشيت تيليشارجيتو و بعثتو الى أصدقائي في التجديد و زاد لبرة من التجديد. للأسف الشديد الى يوم الناس هذا ما جاوبني حد و ما جاني حتى تعليق على المقال .   دونك قررت أني نكتب أنا بيدي مقال بطريقة ال Open source   مقتبس الي حد ما عن مقال Courrier international لكن باضافات هامة و جعلتو ملائم للواقع التونسي. المقال هاذا سميتو   10" افكار لخضخضة اليسار ". 1. التواصل مع جيل الانترنات الثورة ما عملوهاش الفايسبوك و التويتر لكن ساهمو فيها بقدر كبير. و ليوم فما قريب 3 ملاين توانسة على الفايسبوك الي ليوم في تونس اصبح أداة تواصل عادية و تنجم تقول تقليدية و حاجة عادية في الحياة اليومية متاع التونسي و التويتر فيه جالية تونسية هامة مثقفة و عندها القدرة على التأثير على الأفكار. و المعطيات هاذي مهمة على خاطر السياسيين و خاصة اليسار مطلوب منهم انهم يتعلمو كيفاش يتواصلو مع التونسي بالوسائل هاذي الي قاعدة تغير في حياتنا. السيا