Accéder au contenu principal

الدين لله و الوطن للجميع


 كل عام بحلول شهر رمضان نفس المشاهد و الوضعيات و الإشكاليات تعاود   تطفو على السطح و تثير نقاش و جدل و اختلافات حادة في المجتمع التونسي.  الإشكالية الرئيسية هوني هي وضعية الناس الي ما تصومش في رمضان و حقهم في العيش بالطريقة الي يحبو عليها و بالتواجد في الفضاء العام. نذكرو الي الناس الي ما تصومش في رمضان موش فقط المرضى و العجز و الأطفال الصغار لكن فما عباد اخرين لسبب او لآخر ما يحبوش يصومو رمضان و نلقاو في تونس من الناس هاذي التوانسة المسيحيين و اليهود و الي ما عندهمش دين و الملحدين و الي بكل بساطة ما يحبوش يصومو في رمضان على خاطر  يحبو يحافظو على نفس نسق و جودة الحياة  متاعهم الي يعيشوها في ساير الأيام. و بصفة عامة الناس الي ما تحبش تصوم مهما كانت اسبابها ما عندهاش علاش تقول الي هي ما تحبش تصوم و ليس مطلوب منها تقديم شهادة في عدم الصيام باش يعيشو عيشتهم كيما يحبو في شهر رمضان. و الناس هاذوما الكل من الخطأ اننا او ان المجتمع و الصحافة و غيرهم يسميوهم ب"الفطارة" لان الفاطر هو الي مطلوب منو باش يصوم و ما صامش لكن الناس هاذي موش مطلوب منها باش تصوم و عدم صومهم هو شيء اختياري لهاذا  يتسموا عدم الصائمين او غير الصائمين و هي شريحة من المجتمع  تمارس حريتها بكل بساطة بعدم الصوم. 

اذا جينا لمسألة الحريات و الي هي مسألة جوهرية و في نظري تتعدى حتى مسألة الصوم في رمضان من عدمه. 

تونس دولة مدنية و هاذا مكتوب في دستور البلاد بصفة واضحة في بنده الثاني. معناها انه م يحكمش البلاد هاذي دين من الديانات بل قوانين وضعية معناها وضعها بشر و هي نسبية و ليست مطلقة يجوز النقاش فيها و تغييرها حسب الأوضاع و المتطلبات. 

من هذا المنطلق ما ينجمش يجي حتى حد و يتسبب باي دين من الأديان - و الدين هوني هو دين الاسلام بما انه دين الأغلبية  - باش يمنع ايا كان بان لا يصوم في رمضان. و النقطة هاذي مهمة جدا خاصة بالنسبة الي يتصورو انه على خاطرهم ينتميو الى دين الأغلبية معناها هاذا باش يعطيهم الحق انهم يتعسفو على غيرهم. 

اذا دستور البلاد واضح و اوضح زادة بما انه يحمي حرية الضمير و المعتقد. معناها  انه مهما كان دينك - او لا دينك - فحريتك في ممارسة اي ديانة او اي معتقد مضمونة  في اعلى قانون في البلاد و زيد على هاذا فهي محمية.  محمية من شكون؟ محمية من الدولة و ما ادراك مالدولة!  معناها انك تخرج في شهر رمضان و تمشي لقهوة او لمطعم او ببساطة تشرب حاجة او تتناول لمجة فانك محمي من طرف الدولة و ذلك عن طريق القانون و موش اي قانون فهو اعلى قانون في البلاد و هو الدستور.  

هاذا الطرح العقلاني و القانوني لمسألة عدم الصيام في شهر رمضان. هو طرح واضح و مبرر بسند قانوني واضح. لكن الواقع مختلف و في بعض الأحيان بكثير عن العقلانية و القانون.  

الواقع يتجسد في زوز اوضاع على الأغلب. الوضع الاول هو متاع جزء من الناس الي في كل شهر رمضان تجي تقلك: "انا ما يساعدنيش نحوس في الشارع و نتعدى قدام قهوة او مطعم او ببساطة نخزر لانسان يأكل في حاجة قدامي.  هاذا عدم احترام و استفزاز لمشاعري الدينية. لهاذا ما تقبلش الي الناس الي ما تصومش انها تجي تفطر قدامي. و سكرو علينا القهاوي و المطاعم و كل ماهو يسربي في الماكلة و الشرب". الوضع الثاني هو الي نشوفوه في كل شهر رمضان و هو انه القهاوي و المطاعم الي تحب تحل في رمضان لازمها رخصة باش تحل بمقتضى منشور متاع 1981 و الي المجتمع المدني يقول انه بورڤيبة وقتها ألغاه ايّام بعد صدوره. و نشوفو زادة بعد ايّام من بداية شهر رمضان مبادرات فردية من طرف السلط او الأمن و حملات أمنية تتمثل في النزول الى مقاهي و مطاعم باستعمال العنف و التهديد او بغيره لغلق المحلات هاذي. و نشوفو زادة محاكمات لأصحاب قهاوي و مطاعم لانهم فتحو محلاتهم في شهر  رمضان.  و في اغلب الحالات السلط ينفيو اي حملة او نية لغلق مقهى او مطعم بسبب فتحه في شهر رمضان و اذا قامو بذلك يتسببو بتلك الذريعة متاع تهديد الأمن العام و هي ذريعة في استعمالها هاذا ما تلقاها كان في المجتمعات المتخلفة و الدكتاتوريات و البلدان الي ما عندهاش دولة قانون و مؤسسات.

كان نجيو الى الوضعية الاولى و هي "المس بمشاعر المسلمين" الي يتسببو بيها العديد الي يسميو رواحهم ب"المؤمنين" او "المسلمين" باش يمنعو عدم الصائمين من ممارسة حريتهم في عدم الصوم و نحاولو نحللوها نكتفو سوء نية و نفاق كبار من طرف الناس هاذي. 

لان الي يقول بروحو مؤمن او مسلم و يبدا خايف على "مشاعرو الدينية" يمشيش حد يستفزهم في شهر رمضان هو النهار بكلو في حالة "استفزاز" مستمرة لمشاعرو هاذي الي يحكي عليها. على خاطر كيف يقوم الصباح يلقى ولادو الصغار ياخذو في فطور الصباح و ريحة القهوة فاوحة. و من بعد مرتو و الا امو تقلو: شنوة شاهي انتي باش نطيبهولك. و وقتلي يركب في كرهبتو و يحط الراديو يسمع هاك السرسوط اللامتناهي متاع الاشهارات متاع الماكلة بكل أنواعها و يسمع حصص الطبخ الي تحكي و تتبنن بالمأكولات الكلها. و من بعد وقتلي يخرج للشارع يهز راسو و يشوف إعلانات عريضة و طويلة على الماكلة و الطبخ و يعرضو السوق في ثنيتو بكامل منتوجاتو من لحومات و خضر و غلال و روائح تفكرو في الماكلة و الفطور و يزيد يروح لدارو يلقى امو او مرتو يطيبو في العشاء و الروائح فاوحة يزيد يتفرج في حصة طبخ في التلفزة و الماكلة حاضرة فيها بكل أنواعها. معنها ها المؤمن او المسلم معرض في يوم عادي من ايّام رمضان الى كل انواع الشهوات من ناحية الطعام و الأكل و الشرب . هل هاته الشهوات تستفز مشاعره الدينية؟ ما رينا حتى مؤمن او مسلم يتشكى من الراديو او التلفزة او السوق او الإشهار او امو او مرتو. لكن تلقاه يتشكى من قهوة او مطعم الى عن الرغم انهم يسربيو الماكلة فهوما بابهم  مسكر و ما ترا فيهم حد يأكل و الا يشرب خاصة و انه في رمضان يزيدو يغطيو الواجهات متاعهم بطرف جريدة او قماش خايب و ما تسمع و ما ترى حتى شيء! لهاذا من شنوة يتشكى المؤمن و المسلم؟ من اشباح تستفز "مشاعره الدينية"؟! ثم فما حاجة اخرى. نعرفو انه فما ملايين المسلمين الي عايشين  خارج بلدانهم خاصة في بلدان "كافرة" ما فيهاش رمضان. في فرنسا فقط فما 6 ملاين مسلم من فرنسيين و اجانب. ريتشي فيهم او في ممثليهم من جمعيات و تمثيليات دينية تشكاو نهار او لحظة من "استفزاز مشاعرهم الدينية" جرة الماكلة و الشرب و حتى الشراب الي يراو فيها و يشمو فيها كل يوم في شهر رمضان في البلدان هاذي! بالطبيعة لا!  مافما حد تشكا و الا حل فمو و قام يبكي على "مشاعرو الدينية" على خاطر ببساطة البلدان هاذي مدنية و الدين شيء شخصي على الإطلاق و حريات الجميع مضمونة في انها تصيم او تفطر او تؤمن او تكفر او تاكل او ما تاكلشي.. 

حاجة اخيرة فقط. غلق المقاهي و المطاعم في البلدان الاسلامية ماهيش قاعدة رغم انه هاذاكا الي يصير لي الغالب . اذ انه فما بلدان المحلات هاذي فيها مفتوحة على العيان من غير اي مشكلة و لا ضرب و لا مضروب و لا تهديد للأمن العام . من البلدان  الاسلامية هاذي فما تركيا الي تلقى فيها حتى قهاوي تربي البيرة اي الكحول في عز شهر رمضان فما زادة السنيغال الي فيها نفس الشيء و فما حتى موريتانيا الى ما نجموش نقولو الي هي بلاد معتدلة من ناحية الدين و رغم هاذا القهاوي و المطاعم محلولة في شهر رمضان و ما جا حد يتشكى على "مشاعرو الدينية". 

الحاسيلو هاذي حكاية "استفزاز المشاعر الدينية " ذريعة مزيفة و مبرر ضعيف و فاشل يستعملوها بعض المسلمين المحافظين و العديد من المتشددين دينيا للتعدي على حريات الآخرين معناها الي ما يحبش يصوم في شهر رمضان. 

و في الأخير شنوة معناها انه الماكلة و الشرب استفزاز  ل"المشاعر الدينية ".  اذا نرجعو الى اصل شهر رمضان و فلسفته هل هو فقط يكمن في الامتناع  على الأكل و الشرب؟ هل انك فقط صائم لانك تمتنع على الأكل او الشراب؟ بالطبيعة لا لان شهر رمضان المفروض انه يكون شهر التعبد و الروحانيات و التقرب الى الله  و الامتناع عن الأكل و الشرب هو فقط طريقة للتجرد من الماديات متاع الدنيا هاذي و القروب من اشياء عندها عمق روحاني اكثر. لهاذا المسلم يصوم باش يتقرب لربي و يكون عقلو مليان بالإيمان و التعبد و هو موش صوم عن الأكل و للشرب فقط. لكن هاذا موضوع اخر  يستحق تدوينه اخرى كاملة حول النفاق الديني و التضاهر بالتدين.

معناها  الإشكالية الكل ليست لها علاقة بالدين بل هي محاولة لفرض  السلطة الدينية او البوليسية على الاخر و هاذا غير مقبول خاصة في بلادنا الي هي ماشية نحو دولة ديموقراطية 

التحليل الكل هاذا يخلينا نوصلو لافكار مهمة و هي المواطنة و الفضاء العام و  معنى الاحترام. كيما قلنا تونس دولة مدنية و  موش مهم دينك او جنسك او عرقك او لون بشرتك... فالقيمة الاولى في دولة مدنية و جمهورية هي المواطنة. لكلنا مواطنين و متساوين في الحقوق و الواجبات اما القانون. لذا كيفما انتي من حقك و حريتك تصوم انا. زادة من حقي  و من حريتي ما نصومش. و الفضاء العام من شارع و قهاوي و مطاعم و غيره هو ملك لجميع المواطنين الي هوما متساوين. ما فماش صايم يحب يستملك الفضاء العام و ما يحبش غير الصائم يدور فيه قال شنوة يحيرلو "مشاعره الدينية" و العكس صحيح. و من هنا تجي فكرة الاحترام. اذا نحبو نعيشو مع بعضنا على اختلافنا فاننا لازم نحترمو بعضنا و يمون الاحترام متبادل. و كيفما الصايم يحب الناس تحترمه كيفما غير الصائم جدير بالاحترام زادة. الاحترام ما يجيش في اتجاه واحد بل لازم يكون متبادل باش نجمو نعيشو مع بعضنا في سلم. هاذي فكرة مهمة ياسر منبثقة من قيمة المواطنة. 

خلاصة القول ان البلاد مدنية و لكلنا مواطنين كيف كيف ما  فماش فرق بيناتنا و كل واحد عندو الحق ممارسة حريته في كنف الاحترام المتبادل. هكاكا نجمو نعيشو مع بعضنا بطريقة سلمية. 

و الدين لله و الوطن للجميع... 

Commentaires

  1. Le jeûne du Ramadan est un des piliers de l’Islam.
    Celui qui n’observe pas le jeûne abandonne un pilier de l’Islam et commet un des plus grands péchés. Pour ceux qui ne jeûnent pas, si vous essayiez de jeûner et découvririez sa facilité et la quiétude qu’il procure vous ne l’abandonneriez plus.
    Bref, nous vivons dans pays dont l’égalité et les libertés individuelles ne sont pas une option, bien au contraire sont garanties par une loi, mais ça n’empêche pas que tout le monde doit se respecter indépendamment des différences.
    Il faut de tout pour faire un monde ! Avec respect bien sûr.

    RépondreSupprimer

Enregistrer un commentaire

Posts les plus consultés de ce blog

Moez Souabni : "Seuls les Etats-Unis peuvent fermer l'Internet !"

C’est du moins ce qu’affirme M. Moez Souabni, l’expert du jour. Un scoop que même Wikileaks, le site des fuites d’informations classées “Secret Défense” qui fait trembler en ce moment les puissants dirigeants de la planète, n’a pas osé commettre. M. Souabni, a réservé la primeur de cette révélation à Express FM, la toute nouvelle radio privée de vulgarisation économique, lors d’un entretien où il présentait, avec le zèle et la conviction aveugles qu’on lui connaît, les efforts louables et incessants de notre gouvernement pour que la Tunisie fasse bonne figure dans la Société de l’information. Interrogé par le vaillant journaliste de la pétillante radio sur les rumeurs de censure qui frapperait l’accès à certains sites, blogs et autres services de vidéos en ligne en Tunisie, l’éminent spécialiste du monde cybernétique marque son étonnement devant ce “vrai faux problème”, arguant que les erreurs 403 et 404 qui ornent les sites inaccessibles en Tunisie “ne sont pas propres à la

10 أفكار لخضخضة اليسار

توة مديدة طحت بمقال في مجلة  Courrier international عنوانو  10 idées venues d'ailleurs pour secouer la gauche   . كيف الناس الملاح مشيت تيليشارجيتو و بعثتو الى أصدقائي في التجديد و زاد لبرة من التجديد. للأسف الشديد الى يوم الناس هذا ما جاوبني حد و ما جاني حتى تعليق على المقال .   دونك قررت أني نكتب أنا بيدي مقال بطريقة ال Open source   مقتبس الي حد ما عن مقال Courrier international لكن باضافات هامة و جعلتو ملائم للواقع التونسي. المقال هاذا سميتو   10" افكار لخضخضة اليسار ". 1. التواصل مع جيل الانترنات الثورة ما عملوهاش الفايسبوك و التويتر لكن ساهمو فيها بقدر كبير. و ليوم فما قريب 3 ملاين توانسة على الفايسبوك الي ليوم في تونس اصبح أداة تواصل عادية و تنجم تقول تقليدية و حاجة عادية في الحياة اليومية متاع التونسي و التويتر فيه جالية تونسية هامة مثقفة و عندها القدرة على التأثير على الأفكار. و المعطيات هاذي مهمة على خاطر السياسيين و خاصة اليسار مطلوب منهم انهم يتعلمو كيفاش يتواصلو مع التونسي بالوسائل هاذي الي قاعدة تغير في حياتنا. السيا